الجمعة، 11 مارس 2011

ماذا يفعل المليون بك؟

الكل يبحث عن مليونه المفقود حتى صار العالم عبارة عن حفنه من المليونيرات المتكدسة في مناطق معينة أو بالأخص في أشخاص معينين। ولكن الوضع اختلف في الأيام الأخيرة حيث ظهرت سرعة ظهور المليونيرات في أشخاص كثر بعدما كانت مخصصة لناس يعنيهم العين قبل الحاجب.

في زمن صارت السرعة قانون (مافيش يامه ارحميني) حيث وضع ليكسر أو يتنحى عنه حتى لا يدهسك الآخرون المتلهفون – أو بالأصح المتحمسون- لجني أول مليوناتهم صار الكل يبحث عن أسرع الطرق وأقربها. فهل موضوع المليون من المواضيع التي يصعب الحصول عليها؟
سؤال: أين الطريق إلى السعادة؟ يؤسفني أن أسمعك على انه لا يوجد
طريق إلى السعادة وإنما هي كذبة بأنه هنالك طريق يوجه الشخص إلى هذا المعنى وذلك لأن السعادة تكمن في الطريق نفسه فإما أن تعيش سعيد من الآن وإما تشقى نفسك بالبحث عنه. إن عكس مفهوم السعادة يوصلنا إلى نقطة عكس مفهوم صعوبة الحصول على أول مليون! إليك السؤال الثاني؟ هل ترك التدخين أمر صعب! إليك الأمر الصعب.. الصعب أن تحمل علبة السجائر معك وعلبة تنظيف السجائر وعطر إزالة الرائحة والعلكة لما بعد التدخين والوقت المستهلك في التدخين يجمع معه الأمراض التابعة له مضروب في المبلغ المصروف في الحاصل الكلي فقم بالحساب وأعطنا النتيجة..!. تخيل ماذا! يمكنك عمل نفس الأسلوب المتبع مع المليون.. هل تفضل العيش معه أم بدونه، انظر من زاوية بأنه الصعوبة في عدم إيجاده وليس في إيجاده! في العيش بدونه.
إليك معلومة من أروع ما سمعت – فأسمعها بحرص- إن الفكرة التي جعلت الناس أغنياء كانت متواجدة قبل وجودهم। ما المقصود بذلك هو كالأتي: (إن فكرة المليون هي جنبك!) وأن الفكرة التي سوف تغير معنى حياتك هي لطالما كانت متواجدة جنبك فأنت تمر بها كل يوم وتنظر إليها وتتعداها ولكن لم يخطر ببالك بأن سبب الثراء فيها!. هل علم ذاك الإلكترون السابح في سماء الفضاء قبل أكثر من ألفين سنة بأن حاله سوف ينتهي بملاحظة أحد العلماء له واستعباده ليجني غيره الملايين منه. فالشحنات الكهربائية وجدت مع ظهور الكون ولكن استخدامها لم يتم إلا من فترة بسيطة نسبيا (وذلك لعدم ملاحظتها).

كيف ألاحظها؟ كل ما في الأمر انك تستطيع النظر إلى الشيء الواحد وكأنه أشياء مختلفة فأنا أرى البحر وكأنه منظر يمكن للشخص أن يفجر فيه تأملاته ولكن بعض الأشخاص ينظر إليه بأنه حفنه من الورق الأخضر المغطى ببعض المشاهير (الدولارات). كيف أغير نظرتي؟.. ماذا يقال عن الحب؟ أنه يعمي وأنا أضيف ويبصر أيضا.. فشغفك بمجال معين هو السبب الرئيسي لاتصالك بأسباب أخرى صغيرة تعيد ترتيب نفسها لتظهر لك الكون بأنه ما تحبه وما ترغبه؟ هل أنت تعيش في عالم ودود أم مضطرب؟ هكذا سطرها اينشتاين أو كما قال شكسبير: "الجمال في عيون حاملها" فأنا لدي نظرتي الخاصة للجمال .. الم تلاحظ شغفك بسيارة معينه يظهر لونها في كل السيارات التي حولك وقوة المحرك في سيارات من نوع أخر وهكذا.
كيف أعرف بأن لدي الشغف له؟ إليك أربع أسئلة لديها المقدرة لتغير مسار حياتك؟ أسأل نفسك (لماذا؟) لماذا تريد القيام بهذا العمل؟ لماذا تحضر كل هذه الورش؟ لماذا تتعلم كل هذه الأشياء؟ لماذا تريد الحصول على أول مليون؟ فإن كثرة الإجابة (سواء بتكرارها أو بكثرة اختيارها) تزيد من ولع الشخص بمحبوبه فهو يذكر الأشياء الجميلة فيه فقط – ولا ادري لماذا يستخدم هذا الأسلوب من الورق النقدية فقط؟ أفضل إجابة لـ (لماذا؟) هو (لماذا لا؟) .. لماذا لا أقوم بهذا العمل؟ لماذا لا أحضر كل هذه الورش وأصبح ذو قيمة أكثر لماذا لا أحصل على أول مليون؟ إليك سؤال ثالث (لماذا لست أنا؟) لماذا لست أنا من يحصل على هذه الأشياء؟ لماذا ليس أنا من يواصل ويكافح وينجح ويتألق؟ لدي مهارات وأشياء عظيمة.. لماذا ليس أنا؟
السؤال الأخير والذي سوف انهي به هذه المقال: لماذا ليس الآن؟ ॥ لماذا في وقت مختلف؟ ما المانع أن أقوم بعمله في هذا الوقت؟

هذا ما سيفعله المليون بك.
إسحاق الراشدي/كلية التجارة

هناك تعليق واحد:

  1. أحتجت أن أعيد المقال مرة أخرى حتى أستطعت أن أربط بين قطعة وأخرى...المقال يبدو مشتتا للوهلة الأولى ...لكن بعد أن تعيد قرائته...تعجب بالعمق الموجود فيه والممزوج بسرعة النقاط...صحيح أن العالم لا ينتظرأحدا لكن أمام مثل هذه المقالات لابد أن ننتظر قليلا...
    جزاك الله خيرا على هذا المقال

    ردحذف